الجمعة، ٢٥ صفر ١٤٣٠ هـ

الفائزون هم أهل الفجر

فئة موفقة، وجوههم مسفرة، وجباههم مشرقة، وأوقاتهم مباركة..فإن كنت منهم، فاحمد الله على فضله..وإن لم تكن من جملتهم، فدعواتي لك أن تلحق بركبهم. أتدري من هم ؟ إنهم أهل الفجر..قومٌ يحرصون على أداء هذه الفريضة، ويعتنون بهذه الشعيرة..يستقبل بها أحدهم يومه، ويستفتح بها نهاره..والقائمون بها تشهد لهم الملائكة، من أداها مع الجماعة وقد أدى العشاء كذلك فكأنما صلى الليل كله.. إنها صلاة الفجر، التي سماها الله قرآناً، فقال جل وعز:{ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } [الإسراء:78] المحافظة عليها من أسباب دخول الجنة، والوضوء لها كم فيه من درجة، والمشي إليها ..كم فيه من حسنة، والوقت بعدها تنزل فيه البركة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:« اللهم بارك لأمتي في بُكورهَا ». أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة. أهل الفجر الذين أجابوا داعي الله وهو ينادي (حي على الصلاة،حي على الفلاح)،فسلام على هؤلاء القوم، حين استلهموا (الصلاة خير من النوم)، واستشعروا معاني العبودية، فاستقبلتهم سعادة الأيام تبشرهم وتثبتهم، قال صلى الله عليه وسلم:« بَشِّر المشَّائين في الظُّلَمِ إلى المَساجِدِ بالنُّورِ التَّام يوم القيامة ». أخرجه الترمذي وأبو داود. يا أهل الفجر هنيئاً لكم أن تتمتعوا بالنظر إلى وجه الله الكريم في الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: « إنِّكم سترون ربَّكم كمَا ترون هذا القَمرَ لا تُضامونَ في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشَّمسِ وقبلَ غروبها فافعلُوا »، ثم قرأ: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ }. أخرجه البخاري ومسلم. يا أهل الفجر ألا ترضون أن يذهب الناس بالأموال والزوجات، وترجعون أنتم بالبركة في الأوقات، والنشاط وطيب النفس وأنواع الهدايات، ودخول الجنات ونزول الرحمات، قال صلى الله عليه وسلم: « من صلى البُردين دَخل الجنة ». أخرجه البخاري ومسلم. والبردان: صلاة الفجر وصلاة العصر.وقال صلى الله عليه وسلم: « لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ».أخرجه مسلم. والمراد بهذا صلاة الفجر وصلاة العصر. يا أهل الفجر أنتم محفوظون بحفظ الله، أنفسكم طيبة، وأجسادكم نشيطة، يقول صلى الله عليه وسلم: « من صلَّى الصبح فهو في ذمة الله » ، أخرجه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم: « يعقدُ الشيطان على قافية رأسِ أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، ويضرب على مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى إنحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ». متفق عليه. يا أهل الفجر كفاكم شرفاً شهادةُ ملائكة الرحمن لكم، قال صلى الله عليه وسلم:« يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم -وهو أعلم بهم- كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون ». متفق عليه. يا أهل الفجر قال صلى الله عليه وسلم: « ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط ». أخرجه مسلم. أولئك هم الرِّجال حقاً، والمؤمنون صدقاً، قال ربُّنا جلَّ وعلا: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ.رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ.لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [النور:36-38]. أمَّا مَن ضيَّعوا الصلاة وتهاونوا بها، وأخَّروها عن وقتها، فيا ليت شعري لو يعلمون ماذا تحمَّلوا من الوِزر؟ وماذا فاتهم من الأجر؟ قال تعالى:{ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ.الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } [الماعون:4-5]، وقال تعالى: { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً.إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً }[مريم:59-60].وقال صلى الله عليه وسلم: « إنَّ أوَّل ما يُحاسبُ به العبدُ يومَ القيامة مِن عملهِ صلاتُهُ، فإن صلُحت فقد أفلحَ ونَجَح، وإن فسدت خابَ وخَسِرَ ». الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن. الأحبة في الله ألا فالْحقْ بأهل الفجر؛ لكي تكون في ذمة الله، ولتُكتب في ديوان الأبرار، وتحصل لك السعادة والنور، وتمحى من صحيفة النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:« ليس صلاةٌ أثقل على المنافقين من صلاةِ الفجرِ والعشاءِ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ». أخرجه البخاري ومسلم.قال صلى الله عليه وسلم: « ثلاثةٌ كلهمْ ضامنٌ على الله إنْ عاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ، وإنْ مات أدخله الله الجنَّةَ »، ومنهم: « مَن خرجَ إلى المسجدِ فهو ضامنٌ علَى الله ». أخرجه أبو دادود وابن حبان. نفعني الله وإياكم للعمل بما يحبه ويرضاه، وأعاننا رب العزة على الإخلاص لفضله والتمسك بشرعه وأداء فرائضه. ولا تنسونا من دعوة صالحة.. وصل اللهم على رسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. والحمد لله رب العالمين .

الخميس، ٢٤ صفر ١٤٣٠ هـ

صلاة الفجر لا يحافظ عليها الا مؤمن

اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا

"كلمني فجرًا".. 34 ألف رنة لإيقاظ مليار مسلم

اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا

القاهرة – "محتاج لربنا؟.. نفسك تقرب منه؟.. نفسك تعمل حاجة لأمتك؟.. أكيد نفسك.. وكلنا نفسنا، طيب إيه رأيك نقرب لربنا أكتر ونقوم كلنا نصلي الفجر ونحيي الأمة من جديد.. إحنا هنا هنساعدك ونقرب مع بعض لربنا".

بهذه الكلمات البسيطة دشن مجموعة من الشباب حملة "كلمني الفجر" على موقع "فيس بوك" الاجتماعي الشهير، والتي تهدف إلى إيقاظ مليار مسلم لصلاة الفجر، حتى بلغ عدد أعضائها الآن بعد نحو 8 أشهر على انطلاقها 34 ألف مشترك.

وأوضحت المجموعة على صفحتها الرئيسية طريقة تنفيذ المشروع قائلة "ابعت رقم محمولك على بريد الحملة:

للشباب: fajrcaller@hotmail.com

وللفتيات: fajrcaller.girls@hotmail.com

ولضمان الخصوصية، سنرسل لك رقم "هيرنلك" ويصحيك الفجر تسجله عندك، وأول ما يرن لك طبعا تكنسل (تغلق) عليه، وترن له علشان تأكد له إنك صحيت وهتقوم تصلي بإذن الله".

وتابعت لتحث الجمهور على الاشتراك "طبعا هتقول إنك حاسس إنه صعب أوي تصحا كده مرة واحدة؛ لأنك مش متعود لسه.. لا لا عيــب.. ربنا هيكرمك وهتصحا بإذن الله.. بس إنت ابدأ معانا ونام بدري شوية، وخذ بالأسباب، وإن شاء الله هتصحا وبكره تيجي تقول لنا إنك عايز تصحي ناس كمان".

وحتى اليوم لم يعلن أي من المشتركين الـ34 ألفا على صفحة المجموعة أنه تلقى أرقاما غريبة تتصل به في غير أوقات الحملة، وهو ما يؤكد مبدأ الحفاظ على خصوصية الأرقام الذي حرص عليه مشرفو الحملة.

ونوه مسئولو الحملة إلى حاجتهم للمزيد من المتطوعين؛ حيث إن أعداد الراغبين في الاشتراك بهذه الخدمة المجانية التي تستهدف العالم الإسلامي كله تتزايد يوما بعد يوم، بحسب صفحة الحملة.

تفاعل كبير

وبرغم بساطة الفكرة إلا أنها شهدت تفاعلا كبيرا من جمهور "فيس بوك" وهو ما عكسته التعليقات المنشورة على صفحتها مثل تعليق المشاركة الخليجية "أفنان بندورة"، التي نظمت زجلا حول الموضوع جاء فيه:

أخي على إيش الكدر... والضيقة والهم والضجر؟!

بسألك يا صاحبي... أمانة.. صليت الفجر؟

نويتها قبل المنام... أو نيتك بس بالكلام!

وقت المنبه للصلاة؟... أم على وقت الدوام؟!

تخيل إنك 'ما صحيت... الموت جالك وانتهيت

بتقابل الله بأي وجه... والا بتقول إنك نسيت؟!

الله عطاك اللي تبغي... إلى متى يا صاحبي؟!

لا تأمن الدنيــــا... من يأمن الدنيا غبي

يا لاهي بلبس البشوت... وتفكر تعمر بيوت

سؤال واحد جاوبه... ما جاء على بالك تموت؟؟؟

أنت وأنا نبغي الأجر... وقلوبنا ما هي حجر

ياللا نتعاهد بالصلاة... من بكره ما نخلي الفجر

أما المشترك وليد الحفناوي فمن الواضح أن الاتصال قد تأخر عليه في إحدى المرات فكتب معاتبا "محدش بيتصل ليه يا جماعة.. هو أنتم عايزين تفوزوا لوحدكم بالأجر؟!".

وقدم أحمد مسعد الحناوي مشاركة حاول فيها ربط صلاة الفجر بانتصار الأمة قائلا: "في سؤال لأحد أفراد الحكومة الإسرائيلية: متى تخافون من المسلمين؟.. أجاب: عندما يكون عدد من يصلون الفجر في جماعة مثل عددهم في صلاة الجمعة".

واستحث محمد عابدين رواد المجموعة على المواظبة على الصلاة متسائلا في مشاركته: "كم مرة جلست أمام شاشة الكمبيوتر تعمل ونسيت الصلاة؟!.. كم مرة تذكر الله وأنت تعمل أو تلعب على جهازك؟.. إن للصلاة شأنا عظيما وذكر الله أيضا.. فاحرص على أداء صلاتك مع الجماعة واحرص كل الحرص على ذكر الله".

كما اقترح البعض طرقا عملية لضمان الاستيقاظ للفجر منها هجر السهر المفرط، والمحافظة على صلاة الوتر، والنوم على طهارة، والنوم على الجنب الأيمن، وقراءة الأوراد والأذكار المأثورة قبل النوم، ووضع المنبه بعيدًا عن مكان النوم حتى لا يقوم المرء بإغلاقه.

حث دائم

من جانبهم يحرص مشرفو الحملة على المتابعة المستمرة لتفاعل الجمهور، ورصد شكاواهم، ونشر المواد التي تؤكد على فضائل صلاة الفجر بين وقت وآخر والترغيب فيها.

ومن هذه المواد: "السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. عاملين إيه مع الفجر في البرد ده يا جماعة؟!.. ربنا يثبتكوا ويثبتنا جميعا، فقد قال عليه الصلاة والسلام: بشّروا المشّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"، لحث المشاركين على صلاة الفجر في جماعة بالمسجد.

كما أوردوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم، وهو أعلم بهم، كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون"، كما يقول أيضا: "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها".. يعني الفجر والعصر"، بحسب صفحة الحملة.

واتسع تفاعل بعض المشاركين ليشمل الدعوة لتوسيع الحملة لتضم كذلك صيام الإثنين والخميس من كل أسبوع و13، 14، 15 من كل شهر هجري، بينما دعا آخرون إلى التركيز على قيام الليل، والمداومة على قراءة القرآن بعد صلاة الفجر.